ماهي أهداف الباحث النّاشر؟
كباحثين نسعى دوماً لكتابة المقالات بأفضل صورة ممكنة كي نكون أحد المساهمين في التقدم العلمي.
في البداية قدمنا فرضيات فريدة من نوعها حسب ما نعتقد، بنينا بحثنا على مجموعة ضخمة من البيانات واستخدمنا المنهجية البحثية المناسبة للموضوع. عند كتابة النتائج هدفنا هو تزويد القارئ بنتائج نظرية ملموسة، ومشاركته الإسقاطات أو الاستنتاجات العملية والنظرية لنتائج البحث. ثم نقوم بإرسال الورقة البحثية للنشر في مجلّة مُحكّمة.
اختيار المجلة والإرسال يعد المرحلة الأصعب بالنسبة للكثيرين.
من خلال البحث الطويل في هذا المجال، تمكنت من استخلاص المشاكل المتكرّرة في نص الورقة البحثية أو في عملية الإرسال للمجلّة والتي تمنع الكثيرين من النشر. عندما تدرك هذه العيوب أو الإختلالات في العملية ستزيد من فرصتك في النشر بمجلّتك المنشودة وبالتالي ستحسّن من مستواك العلمي وترتقي في المجال الأكاديمي والمهني.
في هذا المقال الموجه لطلاب الدكتوراه خصّيصاً وللباحثين الجُّدد بصورة عامّة، سأقوم بذكر أهم الأخطاء المتكررة في المقالات والحلول المناسبة للتغلب عليها في سبيل كتابة أوراق بحثية ذات مستوى منقطع النظير.
كما نعرف جميعاً يوجد عدة أنواع من المقالات، سيكون تركيزنا هنا على المقال الأصلي أو الكامل ( بالإضافة للمراجعة الأدبية)، سواء كان مبنياً على المنهج الكمّي أو الكيفي. ومن وجهة نظر مبنية على الأمور الإدارية والتعليمية، علوم المعلومات، والعلوم الإجتماعية والتخصصات العلمية بشكل عام.
كتابة مقالة لنشرها في مجلّة أكاديمية ليس بالأمر السهّل لكثرة المنافسين. عليك أن تعرف أن هناك أسباب عديدة قد تدعو المجلّة لرفض بحثك. لذا عليك تفقد القائمة التالية قبل إرسال مقالك للمجلة:
1. لا تستعجل في إرسال مقالك للمجلة
يبني الكثير من الباحثين آمالهم على التعديلات الممكنة بعد المرحلة الأولى من مراجعة الأقران. إلا أنه يجب أن ندرك تماماً ان الكثير من الأوراق البحثية تتلقى رفضاً نهائياً لارجعة فيه. بالطبع إذا كانت الأخطاء محدودة وليست جوهرية فلربّما سيطلب منك المُحرر المسؤول إجراء بعض التعديلات وإرسال المقال مجدداً لتفحّصه مرّة أخرى.
في رأيي على جميع الباحثين بذل أقصى جهد ممكن في المقال قبل الإرسال كي تنخفض نسبة الرفض بدرجات كبيرة. بالجهد نعني قراءة المقال عدة مرّات بفترات منقطعة لتنقيحه بالحد الأقصى.
من المستحسن مناقشة بحثك مع زملائك الباحثين وتبادل الآراء حوله فكما يقول المثل الشعبي “رأيان أفضل من رأي”.
2. حاول العثور على أفضل مجلّة لمقالك
سؤال الزملاء حول رأيهم أي المجلات أكثر تطابقاً مع البحث أمر هام جداً وسيساعد كثيراً في احتمالية نشر المقال. موقع دار النشر الزيفير يمتلك وسيلة مبتكرة للعثور على المجلة المناسبة. ليس على الباحث إلا إدخال عنوان المقال وخلاصة موجزة بالإضافة للتخصص البحثي وستحصل على قائمة بأنسب المجلات لمقال.
الباحثون الجُدد يقومون بعض الأوقات بإرسال مقال لمجلّتين أو أكثر بنفس الوقت. السياسات والقوانين والأخلاقيات البحثية تستدعي من الباحث إرسال مقاله لمجلّة واحدة وحين يتلقّى الرفض يستطيع الإرسال لمجلّة أخرى. لأنه في حال الإرسال لمجلّتين في نفس الوقت قد تسبب إحراجاً لنفسك وللمجلة ومشاكل في حقوق النشر بين المجلّة والمؤلّف والجامعة الممولة وهذه المشاكل أنت بغنى عنها.
3. اقرأ أهداف ومجال بحث المجلّة الهدف بدقّة
بعد قراءتك للمقال لمرّات عديدة وبدقة تامة، وتلقّيك نصائح من زملائك الذين قرأوا المقال. عندها عليك قراءة المجال البحثي للمجلّة بدقة كي يكون مطابقاً لموضوع ورقتك البحثية. بالطبع هذا سيزيد من فرصة نشر المجلّة لبحثك.
من المهم أيضاً تحميل دليل المؤلّف من المجلّة وقراءته وفهمه بشكل كامل والتأكد من مطابقة بحثك معه. هذا الدليل يحتوي على الكثير من التعليمات حول نمط الكتابة وطريقة عرض الجداول والأشكال في بعض الأحيان. حسب إحصائيات بعض المجلّات بين كل 5 مقالات يوجد مقال مخالف للشكل العام ونمط الكتابة الإجباري الصادر عن المجلة وفي حال كان مقالك مخالفاً له فبالتأكيد ستتلقى رفضاً قطعياً دون مناقشة لأن هذا يدلّ أنك لا تفقه شيئاً عن المجلّة التي ترسل لها، وهذا يعد بمثابة استهزاء أو استهتار من المؤلّف بالنسبة للمحرّرين.
هذا النوع من الرفض ممكن أن تتلقّاه في مراحل مختلفة، أي:
- اذا كان هدف بحثك ليس مطابقاً لأهداف ومجال المجلّة.
- إذا كان هيكل المقال غير مطابقاً للهيكل العام والنمط المطلوب في المجلّة.
- مقالك لا يبدو أنه سيحقق نتائج مرضية للمجلّة في حال تم نشره لعدم أهمية الموضوع.
في هذه الحالات ستتلقّى الرفض من مكتب التحرير قبل الخضوع لمرحلة مراجعة الأقران. بالتأكيد رفض مكتب التحرير يعد أمراً مشيناً بالنسبة للباحثين ومحبطاً أيضاً، لأن المحتوى العلمي لم تتم مناقشته حتى وفي هذه الحالة سيشعر الباحث أنه فرّط بالكثير من وقته الثمين بعمل غير مجدي ولربّما سيفقد الباحث حماسه لموضوع بحثه ويتوقف عن البحث في هذا المجال.
لا تعليق